█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ على الدعاة المسلمين من سلف وخلف أن يلزموا أسلوب القرآن الكريم فى عرض المعتقدات ٬ وأن يشغلوا أنفسهم بتقديم حلول إسلامية للمشكلات المحدثة والأزمات المادية والأدبية الطارئة.
إن ذلك ما فعله السلف الأول فأعانه على فتح المشارق والمغارب.. أما المشتغلون اليوم بإعلان حرب على الجهمية والمعتزلة والأشاعرة فإنهم قد يحرزون نصرا فى ميدان لا عدو فيه ٬
إنه نصر على الأشباح ولا يغنم إلا الوهم
. ❝
❞ فعليك بإستكشاف حقيقة الكسب عند مناظرتهم ، ولا تسلم لهم لفظاً بلا
معنى ، كما يوردونه في مغالطتهم بل اسألهم عن كل جزء من أجزاء الفعل،
وما يترتب عليه، هل هو من الله أو من العبد؟ فان كان من الله تعالى فالجبر،
وتعطل معنى الكسب والجزء الإختياري ، وان كان من العبد ولو جزءًا ما فهو
مذهبنا فما مرادنا إلا أن العبد استقل بالتأثير في شيء ما.
ولو اجتمعت الأشاعرة أمواتًا واحياءً لما قدروا على الجواب لهذا السؤال،
إلا بالجبر أو الاعتزال وما زادوا على تفسیره بالمحلية، ولن يخرحوا عن زمرة
اخوانهم الجبرية، إلا أن حال الجبرية أنسب من الأشعرية بالنظر إلى المعقول
بترفعهم عن اللواذ والغالطة, ولو عطلوا الأصول، وأما الاشاعرة فتخيروا
وحيروا أتباعهم وصاروا یوهمون أنهم على شيء وأنهم متمسکون بذنَب
الحق وهو في طرف الضلال. وعجزوا عن التعبیر عن هذا الخيال، وهم في
الباطن معترفون بأنهم في حومة الإشكال، ألا ترى أن التفتازاني وهو من
أشدهم وأجلدهم في نصرة الأشعري ولو بمجرد الجدال، قد اعترف بصعوبة
إيضاح معنى الكسب وقال الغزالي كما نقله عبدالوهاب الشعرانى:
لانعرف مسألة الكسب لافي الدنيا ولافي الآخرة، و لله دره ما أبلغ هذا النفي
المستور على هذا الجمهور، وقال الولي ابن عربی": مكثت ثلاثين سنة أبحث
عنها ولم أعرفها ، ثم اعترف بالجبر، ومكثه ثلاثين سنة دليل على أن علمه
كشفي [كما يعتقدونه، وهذا ما نقله عنه الشعراني في عقايد الأكابر ومن خط
الشعراني نقلت] . ❝