█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ لطالما كرهت الرحيل، الفراق، الموت.. لطالما كرهتها، ولكن الآن يجب أن أقولها صغيرتي، لن أكون هنا عندما تبكين، عندما تكونين وحيده، عندما تشعرين أنكِ يتيمه . ❝
❞ *خدينُ الوحدة على الشاطئ*
كنت جالسة على شاطئ البحر باسترخاء تام، حتى نظرت يمني، حُدقت بورتي عندما رأيت ذلك الكلب الذي كان جالسًا غير مهتم بالزحامِ من حوله، صِرت أنظر هنا وهناك؛ لأعلم ما سبب الثقة التي بُثت بداخله؟
وجدت خلفه رجل يجلس تحت مظلةٍ، ينظر إليه بكل حبٍ وتوددٍ، شعرت وكأنه ينظر إلى طفلهِ، ولكنني نظرت خلف ذلك الرجل، رأيت منظرًا خلابًا أسر عينايَ، نظرتُ ببهجةٍ، ووقفت مسرعةً؛ كي أصل إلى ذلك المكان الجذاب، نافورة تذرف الماء في كل مكانٍ، والأطفال تركض هنا وهناك، والبهجة مسيطرة على المكان بأكمله، تمنيت أن أكون طفلة؛ لأحظى باللهو معهم، نظرت إليهم مرارًا وتكرارًا، تجتاحني الفرحة التى لم أجدها من قبل، عُدتُ بنظري إلى ذلك الرجل الذي كان ينظر لكلبهِ منذ قليل؛ فالآن وجدته يقرأ في كتابهِ مستمتعًا بالهواء الطليق، ذلك الهواء الذي يُداعب وجنتي، والبحر الذي يتميز بصفاء مائه، شعرت وكأن الكلب خدين لذلك الرجل الوحيد، ظللتُ اختلس النظرات واحدةً تلو الأخرى؛ لأرى حب ذلك الرجل للكلبِ، حينها ذرفت دمعة من عيني، مُتسائلة كيف له أن يتصف بكل هذه الرحمة؟
كيف له أن يجد الصداقة التي لم نجدها في البشرِ؟
وجدت أنه يستأنس بالكلبِ في وحدته؛ فيجلس معه على شاطئ بحرٍ، يقرأ الروايات بالساعاتِ بدون مللٍ، يختلس النظرات إلى خدينه، ويطمئن بنباحه، وهنا فهمت معني الوفاء والصداقة حقًا؛ فليس كل ما تتمناه تجده في البشرِ.
گ/إنجي محمد˝بنت الأزهر˝ . ❝
❞ أعلم ..
أنك مازلت تبكي في الخفاء كي أكون لك
ومازلت تدعو الله تحت المطر كي أكون لك
وما زلت تتضرع إلى الله بخشوع كي أكون لك
ومازلت تصلي صلاة الحاجة كي أكون لك
لكنك تكابر..!! . ❝
❞ من داخل فيلا ˝عبد العظيم˝ رجل الأعمال الشهير والذي تقاعد مبكراً بعد تعرضه لحادثٍ منذ عدة سنوات جعله قعيداً وفاقداً للنطق، تجالسه ابنته ˝سهام˝ أمامه تتصفح بعض المواقع الإلكترونية على جهازها النقال؛ فهي مهندسة ديكور تبلغ من العمر أربعين عاماً، عادت من ˝إنجلترا˝ بعد حياة دامت خمسة عشر عاماً، جميلة، وتتسم بالذكاء وبعشقها للعمل، والآن تدير شركة والدها، تجلس وهي منغمسة في التصفح، ولكنْ عيناها تراقبان هاتفها من حين لآخر، تشوب ملامحه بعض تجاعيد القلق، ينظر لها والدها، وماء عينيه يسيل على خديه عاجزاً عن التحدث أو الحركة، نظراته تتحدث عن الألم الذي يعجز عن النطق به، تبادله النظرات، وهي تعلم سر الألم الذي يعتصر داخله.
رن جرس هاتفها، حملته لتجيب سريعاً:
-˝ماذا فعلت؟˝.
أجابها في سعادة عارمة:
-˝غداً سيتم الأمر˝.
لانت ملامحها قليلاً، ثم أجابته:
-˝حسناً، سأكون هناك في الرابعة عصراً˝.
أنهت ˝سهام˝ المكالمة، والابتسامة تتسع بين شدقيها، فقد خف ثقل ما كانت تحمله من قلق داخلها، اقتربت من والدها، مالت نحوه قائلة:
-غداً سننتهي من تلك اللعنة˝ . ❝