█ كان سجين الذّاكرة وسجين ضيق الحيلة أسوار فاس المخاوف اليوم تجلّى سجنُهُ الأسر «لا يختلف أسر عن أسر» فكّر يعي جيّدا أنه صار بين سجنين لا أكثر؛ الذي يحمله داخله والذي يوجد خلف قضبانه كتاب أسير البرتغاليين حكاية الناجي مجاناً PDF اونلاين 2024 رفعتُ وجهي إلى السماء لونها كئيباً؛ أصفر وعكراً أقرب لون القيح خضت الطرقات ماتت التي عهدتُ هرب الكثير من الناس الجبال وأقفلت البقية الباقية الأبواب والنوافذ نفسها تنتظر آجالها دفعت دفة باب دارنا ودخلت فهجامتني رائحة العفونة البهو تابعتُ أخي عبد الصمد ينط كقرد زائغ النظرات ومن عنقه المذبوح يسيل دم سابغ "الذي مات مغدوراً يعود الدنيا الهيئة رحل عليها" قالت أمي ما كانت تحسب أن المغدور أبناؤها وأن الغادر زوجها أحبت
❞ «لا تبكوا»، تقولُ الأمّهات للأبناء، «حتّى لا ينتبِهَ الطّاعونُ إلينا فيقرَعَ بابنا». لكنّ الطّاعون لا يأبَهُ بوصايا الأمّهات ولا يهتمّ لخوف الأطفال. سيقرَعُ البابَ تلو البابِ، ينتقي ما طاب له، يوفِّرُ ما شاء، ويقفِزُ إلى بيوتِ أخرى . ❝
❞ «وماذا إذا رحلتُ؟ من يطعم القطط شرائح السمك ويسقي الشتلات في الصباح والعشي؟ من يوثق أسماء قتلى المخربين وهم يقبلون على ساحة الموت عاجزين محبطين؟» حسنَاءُ المُحيطِ، فاتِنَةُ البُرتغال، بشَعْرِهَا الإيبيري الطّويلِ، وجَسِدِهَا الأبيضِ كالثّلجِ، المُقاتِلَةُ الشّرِسَةُ أوان المعارِكِ، الوديعَةُ والمرهفة زمن السِّلمِ، حَيْرَى لا تلوي على شيءٍ دَاهَمَها الشّكُّ فَشرَعَتْ في صَرْفِ أبنائِهَا تُبْحِرُ البواخِرُ عن السّاحل وتبقى هي راسيةً على أطراف المُحيطِ، تنظُرُ إلى وَجْهِهَا في البَحْرِ: «عينايَ غربيّتانِ وقدمايَ بيضاوان؛ قطعتان قدّتا من عاجٍ ماذا أفعل في إفريقيا؟ هل أرْحَلُ مع الرّاحلينَ أم أولي بظهري لحُمَاتِي الأوّلينَ؟» . ❝
❞ ولمَ يتقاتل المسلمون والنّصارى؟
ردّت أمّي:
- لأنّهم يريدون بالله ما لا يريد الله.
- نعيمة؟
- نعم يا إبراهيم.
- وماذا يريد الله؟
- ما لا يريد الذين يتقاتلون باسم الله . ❝