❞ *حكايات على شاطئ*
فِي كل مكانٍ يوجد حكايات من الصعب تفسيرها
, كُنتُ أسيرُ على الشاطئ
, منسجمة بالهواء العليل
, والسماء الصافية التي تأسر عينايَ بجمالِها قبيل النهار
, رأيتُ ثلاثة مظلات
, أصابني الفضول نحوهم
, نظرت إلى تلك المظلة اليُمني
, حُدقت عينايَ برؤية من يجلس عليها
, شاب يحاوط فتاة بذراعيه
, تبين لي أنه زوجها وفي قبيل زواجهم
, لُمعت مقلتايَ بالعبراتِ فرحًا بذلك الحوار الذي يدور بينهما
, تقول له الفتاة: لم أصدق حتى الآن إنك معي.
قال لها: وكيف لي أن لا أكون مع روحي ونبض قلبي؟
وقفت أتامل ذلك الحب الذي يجتاحهم
, تمنيت لو كنت أنا مكان هذه الفتاة
, ولكن لم أجد حتى الآن من يستحق حبي
, نظرت إليهم نظرة طويلة قبل أن أخطو خطوة أخرى
, رأيته يقدم لها هدية
, نظرت إليها؛ لأعلم رد فعلها
, وجدتها تبكي من فرحتها ثم احتضنته قائلة: لم أجد أحدًا غيرك يأسر قلبي
, لم أجد من يشعرني بالأمان مثلك
, تركتهم حينها وانتقلت قدمي متجه إلى المظلة الوسطى
, وجدت فتاة جالسةً بمفردِها
, وبيدها كتاب
, حُدقت عينايَ حين رأيت اسمه؛ فكان ذلك صعقة بالنسبة لي
, كان بعنوان ˝كيف أتعالج من وحدتي˝
, ذُرفت دموعي على حالتها
, اتجهت إليها عدة خطوات
, أريد أن اتحدث معها
, وحين رأتني اقترب منها
, وجدتها ترجع للخلف مسلطة نظرها عليّٰ
, ذهبت مسرعةً وجلست بجانبِها
, احتضنت يداها
, حينها وجدتها تهدأ قليلًا
, تحدثت معها قائلة لها: عيناكِ جميلة لماذا تبكين؟
وجدت يداها ترتجف
, حاولت تهدئتها؛ حتى استطعت
, تحدثْت متلعثمة قائلة لي: لم أجد من يُحدثني ويجلس معي
, أشعر بالوحدة ولم أعلم كيف اتخطاها
, احتضنتها وربطت على كِتفِها قائلة لها: أنا معكِ
, عدة دقائق وجدتها تبتسم لي وعيناها تذرف دمعًا غزيرة
, ولكن تُزين شفتاها ابتسامة جميلة
, التي جعلت عيناها جذابة تشبه لون السماء والبحر
, تبادلنا الضحك حينها
, وتحدثنا كثيرًا
, وتبادلنا الأرقام
, وبعد عدة ساعاتٍ
, قولت لها: سأذهب الآن ونلتقي قريبًا
, ولكن قبل أن أذهب احتاج منكِ وعدًا ألا تبكين مجددًا
, ابتسمت لي قائلة: ممتنة لكِ وأرغب أن تبقين معي دائمًا
, حينها احتضنتها مجددًا
, وقولت لها: احتاجك أكثر مما تحتاجين لي؛ فلم أشعر بالسعادةِ ألا معكِ
, صديقة ساعات
, ولكنك تُعنين لي الكثير
, تركتها وقلبي يتقافز فرحًا
, متحمسة للقائها مجددًا
, سيرتُ عدة خطوات حتى وقفت أمام المظلةِ اليُسرى أتامل هذه الأسرة المليئة بالبهجة
, وجدت الأب يحتضن أطفاله ويداعبهم
, وزوجته تُعد لهم الطعام
, وقفت مبتسمةً على جمال تلك العائلة البسيطة
, التي جعلت قلبي يتقافز وينسى ألمه
, عدة لحظات وأعلنت انتهائها
, جلسوا يأكلون في حب وتفاهم
, وحين انتهائم من الغذاء
, وجدت الأطفال تركض في كل مكانِ
, والأب يقف مُحتضن زوجته قائلًا لها: أحبك كثيرًا
, مهما يمر الوقت لم يضعف حبي وعشقي لكِ
, وإنما يزداد إلى أضعافٍ
, حينها نظرت إليهما بفرح؛ فبالرغم من مرور كل هذا الوقت
, ألا إنه يزال يعشقها ويُكن لها كل هذه المشاعر
, رأيته يُداعب وجنتيها المحمرة خجلًا من أثر كلماته
, قائلًا لها مجددًا: إلى هذا الوقت تخجلين مني
, ألم يزول ذلك الخجل بعد؟
حينها احتضنته دون سابق إنذار دفنت رأسها في حضنِه
, قائلة له: وإلى متى ستجعلني أخجل هٰكذا؟
حينها أبعد رأسها برفقٍ
, قائلًا: كيف لي أن أتنازل عن هذا الجمال الذي أراه عندما تخجلين؟
حينها ابتسمت له قائلة: سأظل اعشقك إلى النهاية
, بكيتُ حينها ودعوت لهما بالسعادةِ الدائمة
, وأكملت طريقي مبتسمة وعينايَ تُفيض من الدمعِ
, لا أعلم ماذا أفعل؟
علمت حينها أن كل شيء يمر بالابتسامة والدعم
, تمنيت لو أحظى ببعض هذه السعادة.
گ/إنجي محمد˝بنت الأزهر˝. ❝