█ التسامح : التسامح صفة راقية فهي ما تجعل النفس صافية لا تحمل أي حقد أو ضغينة تجاه شخص بسبب موقف معين اتخذه ضده فعلى الجميع محاولة التحلي بها بقدر الإمكان حتى يتمكنوا من الحياة بشكل راقٍ بعيداً عن كل المشكلات التي تنشأ حين لآخر لأسباب تافهة تراكم بعض المشاعر المُسبَقة داخل فلقد أمرنا الله بالعفو والصفح الآخرين تبقى بيننا ذرة كراهية تمحو سنوات الود والمحبة سعى إليها الطرفان فلهذا كان عليهما أنْ يعلما أن تلك السمة هي تسير بين البشر فلولاها لصارت النفوس متضاربة وكأنها تتعارك وتتصارع طوال الوقت لجلب الحقوق ومحاولة رد الإساءة بمثلها بل وأفظع منها وبأساليب طاحنة أكثر قسوةً تؤدي إلى توليد الكراهية والتشاحن الدائم الذي يتوقف بني فإذا نظرنا وفكرنا ملياً فسندرك سمة بالاتصاف زرعها نفوسنا الأصل لصالحنا ولنشر المودة القلوب تُزْهِر بالكلمة الطيبة إنْ قِيلت عقب مشكلة لحُلَّت دون مماطلة إطناب فيها بدون داعٍ فقلوب بسيطة رقيقة تحتاج لمَنْ يشعر ويحاول إرضاءها بشتى الطرق كلما كانت أبسط وصل أثرها أسرع جهد مُكثَّف طاقة جبارة فديننا دين يسر يُعطِي الحلول لأي كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ ضآلة الدنيا :
الدنيا ضئيلة ، أمورها تافهة ، لا تستحق كل هذا الركض والعناء والضيق الذي قد يتسلل إلى أرواحنا ويَجثُم على صدورنا بفعل عدم حيازتنا لأشياء لو امتلكناها لأهلكتنا وضيَّعتنا ولكنها فطرةٌ البشر دوماً ما يسعون لما هو بعيد عن أيديهم دون عناء النظر لما يملُكون بالفِعل وهذا هو سر شقاء الجميع وعدم قدرتهم على الهناء بما تزخَر به حياتهم من خيرات ونِعَم قد تُعمِيهم تطلعاتهم عنها وكأنهم لا يرونها مطلقاً ، فلنحاول التمتُّع بكل ما حبانا الله إياه دون أنْ ننظر لما يحويه هذا الكون الفسيح أو ما ناله غيرنا فكل امرئ قد حظى بنصيبه أربعة وعشرين قيراطاً غير منتقص منه شيء ولن يشعر بالراحة سوى إنْ رَضِي بما قُسِم له أما بخلاف ذلك سيظل الشقاء يُطارده طيلة حياته بلا قدرة على الفرار منه إلى أنْ تمضي الحياة بلا لحظة راحة أو هدوء ...
خلود_أيمن خواطر KH . ❝
❞ انهمار العَبرات :
دَمعة سقطت من مُقلتي عبَّرت عن تلك الآلام الدفينة داخلي التي لا أتمكن من الإفصاح عنها بالكلام أو وصفها بدِقة على أقل حال ، لذا كانت تلك نهاية المأساة التي أَراحَت القلب بعض الشيء ، قلَّصت من آناته ، هدَّأت من اضطرابه ، خفَّفت عنه الثِقل ، أَدخَلت له بعض الهدوء ولو كان مؤقتاً ، فالعَبرات هي الحل النهائي الأسلم الذي يلجأ إليه الجميع حينما يفيض بهم الكيل وتُغلَق أمامهم الأبواب وتعجَز كل كلمات اللغة عن وصف ما يَعُج بداخل أرواحهم ، يسبِّب تلك الثورة العارمة التي تجتاح الجسد بغتةً فتَرُج كل جوارحهم وكأنها غُصةٌ وقفت في الحلقوم فنغَّصت نكهة الحياة للأبد ، مرَّرت معنى الكون في أعينهم ، غيَّرت كل الحقائق التي صدَّقوها في الماضي ، بدَّلت كل شيء للنقيض وكأن العالم صار كاحلَ السواد كرمش عين فتاة حسناء يَصعُب الوصول إليها ولو بمجرد نظرة خاطفة ، فللعَبرة فوائد عديدة قد لا يفهمها الكثيرون ولكن مَنْ يتذوق لذتها فيستريح بعد انهمارها تتغير نظرته لها للأبد ، فلها وقعٌ فعال على حياة مَنْ يُجيد استخدامها في الوقت المناسب قبل أنْ ينغمس في حالة اكتئاب لا انتهاء لها ، يغوص في حزن أبدي لا يدري له مسببات ، يدخل في دوامة من اليأس والإحباط والضيق الذي يَجثُم على صدره غير متمكِّن من الخلاص منه ، فلا بد من إيجاد شيء للتنفيس عن الذات حتى لا نختنق ونُصاب بحالات ميئوس من الشفاء منها بفِعل التراكمات التي لا داعي لها نظراً لبساطتها أو قدرتنا على تقليصها ولو بالقدر الطفيف ، ولكننا قد نتكاسل عن اللَّحاق بأنفسنا قبل أنْ نُصاب بأي اضطراب نفسي لا علاج له ، فكل أمر يتم التغافل عنه يتفاقم بسرعة فائقة مع مرور الوقت دون أنْ نفعل له حساباً أو نُخطِّط له مُسبقاً بشكل حكيم ، فيجب أنْ يقف المرء مع حاله ليتساءل أَهو على ما يُرام أم أنه بحاجة لبعض الوقت لتصفية حساباته مع نفسه ومع الحياة حتى يعود لحالته الطبيعية السليمة التي تُمكِّنه من استكمال الحياة بشكل هادئ بعيداً عن أي مشكلات قد يكون المتسبب الأَوليّ فيها وبهذا يجد نفسه أكثر استقراراً من ذي قَبْل ، متحلِّياً بمزيد من السَلامة والراحة ، قادراً على اتخاذ قرارات حياته الهامة بمزيد من التأني والثقة والدقة والسلاسة دون أي تردد أو تراجع قد يُضيِّع منه أنسب الفرص وأفضلها ، فيجب أنْ يلتفت لمصالحه قبل أنْ تنقضي حياته بلا طائل أو تحقيق المُراد فهذا آخر ما يتمناه المرء ...
خلود_أيمن خواطر KH . ❝
❞ مشاركتي في العدد الواحد وعشرين من مجلة الربيع العربي ؛
اهتمام عاشق :
في غُمرة الليل حيث الكل نِيام كان يتسلل إليّ ليسترق النظر إليّ خِلسة من أجل الاطمئنان عليّ بعد ما أصابني في غيابه طوال الفترة الماضية حيث داهمني المرض بغتةً واعتل بدني ولم أكن قادرة على الحِراك سوى لبعض الخُطى القليلة التي تمكِّنني من أداء أبسط المهام اليومية كالمأكل والمشرب ، حدث هذا منذ يومين وقد كنت في غاية الرهبة والخجل فما اعتدت أنْ يقترب مني أحد لهذا الحد رغم أنه كان زوجي فقد عَقَد قرانه عليّ قبل أنْ يعتريني هذا المُصاب ، كانت ليلةً دافئة فقد كانت أول مرة أشعر فيها بهذا القلق من قُبيل شخص آخر بعيد تماماً عن عائلتي ، حقاً أنه شعورٌ مختلف ومُغاير عمَّا اعتدت ، فحب أقربائك هو أمر بديهي معتاد أما حب شخص لم يعاشرك أو يَعِش معك أياماً من حياتك لهو أمرٌ غريب بعض الشيء ومميز أيضاً وهذا ما كنت أرغبه طيلة حياتي وقد تحقَّق بالفعل ، فكنت ما بين شعوري التعجب والسعادة حيث اندهشت من كم الخوف الذي كان يملأ عينيه في تلك الساعة المتأخرة من الليل ولهفته للاطمئنان على حالتي بمجرد وصوله البلدة وسعدت بهذا الشعور الذي غيَّر معنى حياتي تماماً ، الحب الذي استشعرته منه ، رجفة قلبه وخفقاته السريعة التي كانت تَرُج أرجاء المكان ، لمسته الحانية التي ربَّت بها على كتفي ، كلماته الدافئة التي أطربت قلبي حينما وقعت على مسامعي ، اقترابه الذي أطفأ لهيب قلبي وقلَّص خوفه كثيراً ، فما وددت شيئاً في حياتي أجمل وأرقى من هذا ، فقد كان نعمةً من الله لي جاءت في وقتها الذي لم أتخيله أو يخطر لي ببال ، فكان وَقْعُه عظيماً على قلبي وحياتي بأسرها ، كان طيباً حنوناً كريماً مرناً قادراً على فهمي واحتوائي في لحظات ضعفي ، تهدئة روعي ، تخفيف أحزاني ، مداواة آلامي ، تضميد جراحي ، الشعور بي في أي وقت كان ، لذا كان وجوده لازماً في هذا التوقيت من عمري حينما انفض من حولي الجميع إلا من بعض الأقرباء البعيدين تماماً عن دائرة اهتمامي ...
خلود_أيمن خواطر KH . ❝