█ ((يا سلـ ااام يا ااام وفى العشيات المقمرة أكون وسط أترابى صبيان مفتونون باخضرار شواربهم تحت شجرتى الدوم نجلس نغنى مووايل (أسمر اللونا) نتغزل فى سماحة وجه الحبيبة السمراء التى لا نسميها وأنت وسطهن قرب الجميزة الباسقة عذارى متشوقات هائمات مع دقات الدف الحانى كل منكن تفهم أن الموال لها وحدها الوجد بحة صوت مغنينا الذى يبدأ كما موال جنوبى الجندل: ينتشى سامع ولم لا? والسلام اسم من أسماء إلهانا? الحرارة المنسابة منَّا ونحن بعد مقطع نردد: حرفنة حرف النداء يأخذ جذوعنا للأمام بميل ناحيتكن السين السلسبيل واللام مشعبة الأفواه الرطبة الألف الممدودة صاعدة موازية لصعود أيادينا حتى الأصداغ بجوار العيون المسدلة الجفون تتهدل أكمام جلابيبنا ارتخاء المد المنغم وقد حمل معه الكثير سخونة الحشا فيخفف عنا ومع الميم القاطعة تهبط الأيادي سريعاً لتبين كمْ كم طربنا نأسر قلوبكن فتفيض بينابيع العطاء المكنون تهتز أجسادكن يمنة ويسرة تصفقن بالكفوف المخضبة بالحناء إيقاع نداء دُفنا تتجاوبن معنا ورغم مساحة الرمال الفاصلة بين والجميز نكون جمعاً واحداً سابحاً بحر الليل الجياش نذوب نترقرق صبابة نتشوق إلى كتاب ليالي المسك العتيقة مجاناً PDF اونلاين 2024 المجموعة تعيد إحياء عالم النوبة بأكمله عاداته وتقاليده وطريقة حياته وقيمه ومثله بأسلوب شاعري يتميز برهافة الحس وعمق المشاعر تتميز بقدرتها الغوص خصوصية الذي يندثر مياه السد العالي وبذلك نجح الكاتب تخليد هذا الاعلم وتراثه الخصب وتمكين القارئ يعيش تجارب المجتمع ومشاكله وهمومه وأوقاته السعيدة كما بالصدق الفني يتجلى الحساسية التي تساعد التقاط التفاصيل الدقيقة الموحية الدالة أبعاد العالم المثير ومن هنا تكتسب الشاعرية تصبغ معظم مواقفها وشخصياتها يبرز فيها العنصر الإنساني والقومي بشكل واضح والمؤلف متمكن تقاليد فن القصة بحيث قصة البناء الدرامي المميز خاصة خلال تيار الشعور المستخدم بكفاءة ونعومة أربع قصص قصيرة تأخذك أرض وأهلها وحكاويهم الجميلة والمليئة بالخرافة والخيال والمتعة
❞ ((ترااك ... تراك تراك ... تراااك
كفوف ناس البلد، ناس الجنوب، ناسنا ياصالحة، فى رقصة الكف يصفقون بقوة وحماس، الترااك منغمة تطرقع فى الساحة الرملية المنارة بشفق الكلوبات ولجين القمر. ترااك ... تراك تراك ... تراااك. كل ناس البلد هنا، رجال، نساء، أطفال، شيوخ، مرضى. فلا تفوت ليلة العرس من جنوبى أبدا، أرواح الأجداد تطل علينا راضية من تل الجبانة، تهبط إلينا مع اشتعال الرقص. يخالطوننا فى شوق. ليلة العرس تجذب ناس البلد؛ وحتى ناس النهر ساكنو القاع اللدن يخرجون من الماء مبللين زرافات ووحدانا. نحس بهم تحتنا على الضفتين يركبون الغصون والسعف. صغارهم على الشواشى فترقص بهم نشوى وهى تنثر قطرات الندى لآلئ .. ي ي ش ش ش ... ي ي ش ش ش ... نصيح بهم.. (مرهبا آمون نتُّو) مرحبا يا ناس النهر. يشتد الرقص اشتعالا فننجذب فى حالة وجد منظوم نشط غارق فى دوىّ وهدير الدفوف تووم - تك ... توم - تاك. وفرقعة الكفوف ترااك ... تراك تراك ... تراااك ... نربك أهل التيار ، أهل العالم السفلى يا حفيظ يارب! ينفلتون من أسفل قاع الجبل منطلقين كالقذائف الشيطانية من فوهات القمم العالية، يدورون فى الأركان النجومية، ثم ينتظمون على دائرة الأفق راقصين مغنين فى شعوذة. يغطينا محيط صداهم المرتد من الآفاق اللانهائية. ونحن فى رهبة ووجل نغنى أغنية الدعاء .. يا الله يا ساتر. اجعل بيننا وبينهم ساتراً . ❝
❞ ((فى ليلة كهذه، كانت ليلتنا يا صالحة، أمك العجوز وأختى وسط النساء تنثران الملح وماء عطر بنت السودان أصيل. يرقصن رقصة البلطى فى جمع النساء المغطى بالحلى. الذهب أشكال وأنواع. يبرق ويشوْشو .. شاو .. شاو .. شاو. والخلاخيل الفضية فى الأقدام رنينها صاف .. كلين كلين .. كلين كلين ...
لا يوجد جسد هامد، لا يوجد قلب خامد، لايوجد بدن لا يشارك، لا يوجد لسان لا يبارك، لا توجد روح ثقيلة. رقص الجميع مع الجميع.. للجميع.
زفونا ياصالحة الصدر. عريس وعروسة. زغاريد النساء أغاريد نحاسية تجلجل..
لى للى للى للى للى للى)) . ❝
❞ استمرت الثقافة النوبية تطلّ في رواية ˝زلنبح˝ برأسها بشكل ضمني غير مباشر، إذ تخلّل النسيج الروائي بعض الطقوس التي طالما اهتم واحتفى بها المجتمع النوبي، مثل الرقص والأعياد والمهرجانات والأعراس. أما اللغة التي اعتمدها الكاتب، فكانت الفصحى السلسة شديدة العذوبة كثيفة الدلالة، كما كانت دائماً في كل نصوص حجاج أدول وكان يبرز دوماً خلالها ارتفاع الحس الإنساني الذي يعبّر بصورة أو بأخرى عن المجتمع النوبي ويميّز أهله بشكل خاص . ❝