█ ويلمح المتلقى تماسّ أسطورة المساخيط مع عددٍ من الأساطير والحكايات الشعبية: العماليق فى الإغريقية ومفهوم الوجدان الشعبى المصرى عند الإشارة قديمًا إلى تماثيل القدماء وإرجاء سبب التسمية ارتكاب أصحاب هذه التماثيل لكثير الآثام العظيمة فاستحقوا العذاب الأبدى بمسخهم وسخطهم حجرية وهذا ما استند إليه الكاتب جزئيًا تأثيثه لتلك الأسطورة يقول الدليل: «مخلوقات كُتب عليها ألّا تموت وألّا تحيا إلا تدركه رحمة الله كتاب هضبة مجاناً PDF اونلاين 2024 تقع الرواية خمسة فصول وتدور أحداثها حول التى تسلك إحدى التجريدات القبلية الطريق إليها أثناء فرارها إعصار الصحراء تمثل مرتكزًا سردًا ومكانيًا للرواية حيث تقف منتصف كعمود تنتظم حوله سائر الأحداث والمساخيط كما جرى وصفهم لسان دليل التجريدة: «أسلافنا أطلقوا الهضبة اسم وسبب هذا الاسم يُحكى حكايات نتداولها جيلًا بعد جيل فيقال أنّ كل عقدٍ أو عقدين أكثر السنين تطول تقصر تحتل مخلوقات مشوّهة غضب فسخطها هيئات بشعة»
❞ ثم يقف المتلقى متأملًا أن المساخيط ليسوا فقط كائنات خرافية ولكن قد يتحوّل بعض البشر إلى مسوخ وإن ظلّوا فى صورتهم البشرية ويعيشون بين ظهرانينا!
وأخيرًا، تقدّم رواية «هضبة المساخيط» مكاشفة للذات الإنسانية عبر توظيف التراث الأسطورى ليستخلص منها طقوسًا تطهيرية. يقف المتلقى فى نهاية الرواية ليرى حقيقة الإنسان داخل حلقة وجودية ويدرك أنّ المساخيط ليسوا فقط كائنات أسطورية أو خرافية ولكنهم موجودون فى كل زمان ومكان وإن كانت لهم أجساد بشرية، وأخشى ما نخشاه أن نلقى مصيرهم ونحن لا نعلم . ❝
❞ على بعد رمية حجر. رغم الرمال المكروبة التي تمنع وضوح الرؤية، تبينت القافلة بشاعة وجوه المساخيط وأجسادهم. ملابسهم التي عليهم ممزقة، لكنها تشي بأصولهم وبلدانهم. البعض سود الوجوه شعرهم كثيف مجعد، عرايا إلا من غطاء قماشي يغطي عوراتهم . ❝
❞ وهؤلاء المساخيط رغم بشاعتهم وهيئتهم المرعبة التى تستثير الخوف والاشمئزاز فى الوقت ذاته فى قلوب الشخوص والمتلقى على حد سواء، فإن المتلقّى لا يفتر عن التعاطف مع هؤلاء المساخيط ولاسيما عندما يعلم حالهم؛ فالمسخوط «لا يأكل ولا يشرب ولا ينكح ولا ينام ولا يستيقظ. سلسلة من لا ولا ولا! حياة ملولة غبية ومقرفة.. يمن الله عليهم بالموت الأخير. فتنطلق أرواحهم مثل البرق لأعلى لتتحول نجمًا لفترة ما». فلا يملك المتلقى نفسه إلا بالشفقة على تلك الكائنات المرعبة والتألم لمأساتهم لافتقادهم الجانب الإنساني . ❝