█ كتاب خيولنا التي لاتصهل مجاناً PDF اونلاين 2024 تساورني شكوك كثيرة فيمن يقولون لنا إن شعوبنا ليست مؤهلة للديمقراطية ـ وكأنها أقل شأنًا من شعوب أخري مثل جورجيا وأوكرانيا ورومانيا بالتالي فينبغي أن تتلقي «جرعاتها» علي مهل وعلي فترات محسوبة بدقة ذلك أنني لا أعرف كيف يمكن قياس حالة «القابلية للديمقراطية» عند الناس وما مؤهلات أو شرعية الذين يفتون الأمر النحو؟ ومن نصَّبهم وكلاء وأوصياء الممارسة الديمقراطية؟ المعايير يعتمدونها سواء تحديد حجم وطبيعة «الجرعات» تقدير الفترات ينبغي تمر بين جرعة وأخري؟ ولا أتردد القول بأن أغلب يروجون لهذا الكلام يريدون به حقيقة سوي إطالة عمر الأوضاع غير الديمقراطية وحماية الاستبداد واستمراره أما بقيتهم فإنهم يخشون يلفظهم الشعب وبالتالي يهدد مصالحهم إذا ما أتيح لجماهيره تعبر عن إرادتها الحقيقة وخيارها الذي تنحاز إليه فيما يتعلق بمصر بوجه أخص فإن ترديد الادعاء يمثل إهانة للذاكرة المصرية عرفت ممارسات الخبرة منذ قرن ونصف الأقل حين تشكل القاهرة «مجلس شوري النواب» عام 1866م ويؤرخ بحسبانه بداية للممارسة تواصلت بعد ولم تنقطع السؤال الكبير والمهم ليس كانت مستعدة أم وإنما هو إرادة التوجه نحو الحقيقية متوافرة
❞ قضية هذا الكتاب هى الدفاع عن الثورة الإيرانية ، أو إدانتها وإتهامها. وإنما قضيته الأساسية وهدفه الأول هو محاولة فهم الذي يجري هناك من خلال الاتصال المباشر والجهد الميداني ودون وصاية أو وساطة. فقد أزعم أن سلوكنا العام تجاه الحدث الإيراني فريد في بابه ، لا هو مسبوق ولا هو ملحوق .. وأزعم أن هناك قرارا ضمنيا برفض أى نوع من المعرفة او الفهم الموضوعي والمحايد لمجريات ذلك الحدث الكبير، الذي هز العالم في عام 1979. وقد رتب هذا الرفض حالة من الخصام القطيعة، لا للسياسة الإيرانية ولا لرموزها ، ولكل المعلومات المتعلقة بمجمل الوضع الإيراني من مصادرها الطبيعية الأمر الذي عزلنا بالكامل عن إدراك الحقيقة في أى جانب من جوانب الواقع الذي استجد بعد الثورة. الغريب في الامر ان الحدث الذ عزلنا انفسنا عنه وخاصمناه يتصل بصميم الجسم الإسلامي الذي نحن جزء منه وواقع في قلب الظاهرة الإسلامية التى لفتت كل الأنظار ، فضلا عن أنه يمثل اول محاولة لإقامة دولة إسلامية، بعد إلغاء الخلافة العثمانية قبل اكثر من ستين عاما. ناهيك عن كونه ثورة زلزلت أحد عروض الطغيان وأركانه في العالم الثالث. بكل المقاييس فإن الحدث يهمنا ، سواء باعتباره شانا إسلاميا،او بحسبانه زلزالا شهه عالم المستضعفين الذي ننتمي إليه. وفي أضعف الإيمان ، لأنه يجري وراء ظهورنا، وقد يكون له تأثيره البالغ على مصالحنا ومصائرنا . ❝