رأس مالهم الخديعةُ والمكر، وبضاعتهُم الكذبُ والخَتْر،... 💬 أقوال محمد ابن قيم الجوزية 📖 كتاب صفات المنافقين

- 📖 من ❞ كتاب صفات المنافقين ❝ محمد ابن قيم الجوزية 📖

█ رأس مالهم الخديعةُ والمكر وبضاعتهُم الكذبُ والخَتْر وعندهم العقل المعيشي: إن الفريقين عنهم راضون وهم بينهم آمنون {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ يَشْعُرُونَ} [البقرة: ٩] قد نهكت أمراض الشبهاتِ والشهواتِ قلوبَهم فأهلكتهْا وغلَبَتْ القصود السيئةُ إرادتِهم ونياتهم فأفسدَتهْا ففسادهم ترامى إلى الهلاك فعجز عنه الأطباء العارفون {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} ١٠] من غَلِقت مخالبُ شكوكهم بأديم إيمانه مزقته كل تمزيق ومن تعلق شرَرُ فتنتِهم بقلبه ألقاه عذاب الحريق دخلت شبهاتُ تلبيسهم مسامعه حال بين قلبه وبين التصديق ففسادُهم الأرض كثير وأكثر الناس غافلون {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ ١١ ١٢] ❤❤ كتاب صفات المنافقين مجاناً PDF اونلاين 2024 جاء نصان عن رسول الله صلى عليه وسلم شأن علامات المنافق أولهما قوله: “آية ثلاث: إذا حدّث كذب وإذا وعد أخلف اؤتمن خان” والنص الآخر: “أربع كن فيه كان منافقا كانت خصلة منهن النفاق حتى يدَعها: خاصم فجر عاهد غدر” والعلماء الجمع الحديثين؛ فإما هي خصال خمس (من مجموع الحديثين) والنبي يقول ما يناسب حادثة وإما أن مرجع هذه الثلاث المذكورة الحديث الأول؛ إذ الغدر العهد مرجعه الخيانة والفجور الخصومة الخصال مجتمعة والله أعلم والذي يهمني هنا العلماء فرّقوا الأكبر (الاعتقادي) الذي هو حقيقته كفر حين يعلن أحدنا الإيمان ويُبطن الكفر فهو الخداع ولهذا أشد عند الكافر العادي المعروف ولذلك قال تعالى: “إِنَّ الْمُنَافِقِينَ الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ…” (النساء الآية 145) ومن شدد القرآن كشفهم وبيان صفاتهم وأقوالهم ومواقفهم ومصيرهم فجاءت معظم السور المدنية متحدثة بل هناك سورة بأكملها باسمهم أهم فضحهم: التوبة والنساء والمنافقون والبقرة وآل عمران والأحزاب والنور ومحمد أما النوع الثاني يسميه بالنفاق الأصغر (نفاق العمل) وهو تحدثت الأحاديث أعلاه وهو خطر لا يُستهان به سلوكه ربما يؤدي الاعتقادي ومثل هذا الصغائر عموما فلا يجوز يستهين بها الإنسان لأن تكرار فعلها أو استصغار شأنها سيقود محالة الكبائر وهنا تكون الكارثة وتهمني والغدر فالحقيقة التي تنطق النبوية قبلها الآيات القرآنية أوصاف بأن وسيلة أكيدة والخيانة وينبغي يعي الموجّهون والقائمون الأوطان كارثة حقيقية فأكثر يعصف بالبلدان وأمنها وسيادتها وهما صفتان لأنه يُعرَف لهم حقيقة وليس رادع يدورون مع مصالحهم الخاصة يسهل تجنيدهم للآخر وبالتالي يكون دورهم الخطر السلبي الحياة للنفاق سببان رئيسان: طمع شيء خوف شيء؛ هما اللذان يجعلان متلوّنا متقلبا يثبت ذمّ النبي ذا الوجهين يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء وصدق العظيم: “وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَهْزِؤُونَ” (البقرة 14) يكثرون الحلف بالأيمان المغلظة كاذبون: “اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ سَاء مَا يَعْمَلُونَ” (المنافقون 2) وأكثر وصفهم كتابه الفسق: “إن هم الفاسقون” والنفاق مشتق اسم حيوان “نافقاء اليربوع” “الجربوع” أرضي يمتاز غيره له جحرين يدخل واحد ويخرج آخر حسب مصلحته حري بالقائمين الدول والحكم يرفضوا منافق والحال أنهم الأكثر قربا منهم لأنهم المدّاحون والمخادعون نفوسهم دنيئة ورغباتهم ذاتية ولا فائدة فيهم كما رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ” 4) فهم خداعهم إلا قلوبهم خاوية خوفا وهلعا ترجى لسبب بسيط يتطلعون تهمهم أوطان مبادئ حكّام ومصالح بلدان بالقائد أي قائد ينتبه لهذا الصنف الخسيس الأخطر يبيعون أنفسهم بعرض الدنيا مَن مصلحتهم معه أكبر وأوسع قرار عهد أمانة والعجيب معروفون بسيماهم بلحن قولهم: “وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ” (محمد 30) ومع نراهم حظوة وقربا وتأثيرا الحكّام يفسدون يصلحون وهكذا تضيع الخسيس الرخيص يبيع شرف الأمة والأوطان؛ الأذن للعدو يبلغه بكل أسرار الدولة الخائن الغادر يهمه وطن إله فهذه المصطلحات استهلاكية ليس ومصلحته يظن أنها دائمة الأهم يرتدع يعتبر والآيات العجيبة تحيط بهم جانب ولكنه الإصرار الموقف الملتوي إن الذين يرعون إنما جيشا الخائنين والذين الأحرار أصحاب المبادئ حماة حقيقيين وأصحاب غيرة وحرقة والمبادئ والأمر يستقيم النهاية بوجود بناة ومصلحين ومنتمين للمبادئ الأشخاص يهمهم بقدر رسالة رضا تعالى فقد خلقهم لعبادته واستخلفهم وطلب حمل التكليف ويعلمون حياة دنيا قصيرة ممر باقية خالدة دار القرار أهل بصيرة ووعي يعلمون تقوى الزاد وأن عليهم مسؤوليات عظيمة تتجاوز الذاتية عالمية يضحّون أجلها ويسعون سعادة شؤون يميزوا الصادق والكاذب الأمين والخائن الوفي والغادر فأول يرجع شر الحكام يلمع ذهبا والاستقامة شعار العقلاء والعدل أساس الحكم تمسك نجا وازدهرت بلاده والقرآن شاهد والتاريخ والأيام دول والعبرة مطلوبة يبحث عنها الكتاب عبارة مقالة مقتبسة «مدارج السالكين منازل إياك نعبد وإياك نستعين» للإمام ابن قيم الجوزية رحمه وهي تتحدَّث وأفعالهم زمانٍ ومكانٍ والتحذير شرهم وخطرهم

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ رأس مالهم الخديعةُ والمكر , وبضاعتهُم الكذبُ والخَتْر , وعندهم العقل المعيشي: إن الفريقين عنهم راضون , وهم بينهم آمنون {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} [البقرة: ٩] قد نهكت أمراض الشبهاتِ والشهواتِ قلوبَهم فأهلكتهْا , وغلَبَتْ القصود السيئةُ على إرادتِهم ونياتهم فأفسدَتهْا , ففسادهم قد ترامى إلى الهلاك , فعجز عنه الأطباء العارفون {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} [البقرة: ١٠] من غَلِقت مخالبُ شكوكهم بأديم إيمانه مزقته كل تمزيق , ومن تعلق شرَرُ فتنتِهم بقلبه ألقاه في عذاب الحريق , ومن دخلت شبهاتُ تلبيسهم في مسامعه حال بين قلبه وبين التصديق. ففسادُهم في الأرض كثير وأكثر الناس عنه غافلون {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ - أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ} [البقرة: ١١ - ١٢] ❤❤. ❝

محمد ابن قيم الجوزية

منذ 10 شهور ، مساهمة من: ❤ sanaa
9
0 تعليقاً 0 مشاركة