الدكتور عصام الدين إبراهيم النقيلي الشواهد... 💬 أقوال الدُّكتُور: عِصَامُ الدِّينِ إِبْرَاهِيمَ النُّقَيْلِي 📖 كتاب يومياتي

- 📖 من ❞ كتاب يومياتي ❝ الدُّكتُور: عِصَامُ الدِّينِ إِبْرَاهِيمَ النُّقَيْلِي 📖

█ الدكتور عصام الدين إبراهيم النقيلي الشواهد والمتابعات الشاهد: الشاهد لغة: الشاهد وجمعه: شواهِد شاهدون وأشهاد وشُهداءُ وشُهَّد وشُهُود وهو المخبر بحق شخص غيره عن مشاهدة وعيان لا تخمين وحسبان والشاهد: الدليل والبرهان[1] الشاهد اصطلاحًا: هو الحديث الذي يشارك فيه رواته رواة الفرد لفظًا ومعنى أو معنى فقط مع الاختلاف الصحابي ولتوضيح التعريف نقول: إذا ورد صحابي ثم نفس معناه آخر كان هذا شاهدًا للحديث الأول فمثلًا: جاء حديث عائشة رضى الله عنها أبي هريرة رضي عنه فإنَّنا نطلق لحديث وحديث والشواهد قسمين: الأوَّل: أن الثاني اللفظ والمعنى والثَّاني: يشاركه بالمعنى دون 1 مثال مشاركة والمعنى: عن سعيد بن زيد قال: قال رسول صلى عليه وسلم: "لاَ وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ "[2] فهذا ضعيف؛ لأن فيه: أبو ثِفَال المُري الذهبي: ثفال المري ليس بعمدة وروي مرسلًا بسند مجهول ونحوه مجهول[3] وقال ابن كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ الدكتور عصام الدين إبراهيم النقيلي
الشواهد والمتابعات


الشاهد:

الشاهد لغة:

الشاهد وجمعه: شواهِد , شاهدون , وأشهاد , وشُهداءُ , وشُهَّد , وشُهُود , وهو المخبر بحق شخص على غيره عن مشاهدة وعيان لا عن تخمين وحسبان , والشاهد: الدليل والبرهان[1].



الشاهد اصطلاحًا:

هو الحديث الذي يشارك فيه رواته رواة الحديث الفرد لفظًا ومعنى , أو معنى فقط , مع الاختلاف في الصحابي.



ولتوضيح التعريف نقول: إذا ورد الحديث عن صحابي , ثم ورد نفس الحديث أو معناه عن صحابي آخر , كان هذا شاهدًا للحديث الأول , فمثلًا: إذا جاء حديث عن عائشة رضى الله عنها , ثم ورد نفس الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه , فإنَّنا نطلق على حديث أبي هريرة شاهدًا لحديث عائشة وحديث عائشة شاهدًا لحديث أبي هريرة.



والشواهد على قسمين:

الأوَّل: أن يشارك الحديث الثاني الحديث الأول في اللفظ والمعنى.

والثَّاني: يشاركه بالمعنى دون اللفظ.



1 - مثال مشاركة الحديث في اللفظ والمعنى:

عن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ˝لاَ وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ˝[2].



فهذا الحديث ضعيف؛ لأن فيه: أبو ثِفَال المُري , قال فيه الذهبي: أبو ثفال المري ليس بعمدة , وروي مرسلًا بسند فيه مجهول ونحوه بسند فيه مجهول[3] , وقال ابن ابي حاتم: أبو ثقال مجهول , ورباح مجهول[4].



فهذا الحديث مع ضعفه الظاهر , فإنَّه يرتقي إلى الحسن لغيره بكثرة شواهده , وعلى ما قلت ذهب ابن حجر , وقال: غريب وله شواهد[5] , والسيوطي[6] , والشوكاني , وقال: حسن وله طرق أخرى[7] , والألباني , وقال: حسن لغيره[8] , والرَّابعي , وقال: بإسناد ضعيف وفي الباب أحاديث كثيرة في أسانيدها مقال , وبمجموع الأحاديث يرتقي الحديث إلى درجة الحسن لغيره[9] , والمباركفوري , وقال: مجموع الأحاديث يحدث منها قوة تدل على أن له أصلًا[10] , وغيرهم...



ومن شواهد هذا الحديث في اللفظ والمعنى:

أ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ˝لاَ وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ˝[11] , وهو ضعيف؛ لأن في إسناده يعقوب بن سَلمة , قال فيه ابن حجر العسقلاني: فيه يعقوب بن سلمة هو الليثي مجهول الحال[12] , وقال البغوي: سلمة الليثي مولاهم , قال البخاري: ولا يعرف لسلمة سماع من أبي هريرة , ولا ليعقوب عن أبيه[13] , وابن حجر قال: فيه الليثي , قال البخاري: لا يعرف له سماع من أبيه , ولا لأبيه من أبي هريرة[14] , وقال الذهبي: شيخ ليس بعمدة[15].



ب - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ˝لاَ وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ˝[16] , وهو ضعيف؛ لأن في إسناده عبد المهيمن بن عباس وقد ضعَّفه الكثير , قال فيه البُخارِيّ: عَبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد , منكر الْحَدِيثِ[17] , وكذلك ضعَّفه المباركفوري في التحفة[18].



ولا تزال أحاديث أخرى تشهد للحديث الأول يطول ذكرها , فكلُّ هذه الشواهد , تقَّوى بها الحديث الأوَّل وارتقى من الضعيف إلى الحسن لغيره.



فهذا مثال على الشاهد لفظًا ومعنى.



2 – مثال على مشاركة الحديث في المعنى دون اللفظ:

حديث ˝إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوْضًا وَإِنَّهُمْ يَتَبَاهَوْنَ أَيُّهُمْ أَكْثَرُ وَارِدَةً , وَإِنِّي أَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ وَارِدَةً˝[19] , وهذا الحديث الأصل فيه الإرسال , قال الترمذي: هذا حديث غريب , وقد رواه أشعث بن عبد الملك , عن الحسن مرسلًا[20].



وسند الحديث فيه سعيد بن بشير وهو ضعيف , قال فيه الأرنؤوط: في إسناده سعيد بن بشير وهو ضعيف , وعنعنَه الحسن , وذكر الترمذي أنه ورد مرسلا وقال: هو أصح[21].



وقال أبو محمد الحاكم: سعيد بن بشير ليس بالقوي عندهم , وقال أبو أحمد بن عدي الجرجاني: يهم في الشيء بعد الشيء ويغلط والغالب على حديثه الاستقامة والغالب عليه الصدق , وقال البيهقي: ضعيف , وذكره العقيلي في الضعفاء[22].



ومن شواهد هذا الحديث بالمعنى:

أ – حديث الحسن البصري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا فَقدتُموني فأنا فرَطُكم على الحوضِ , إنَّ لِكلِّ نبيٍّ حَوضًا , وَهُوَ قائمٌ على حوضِهِ , بيدِه عصًا يدعو مَن عرفَ من أمَّتِهِ , ألا وإنَّهم يتباهونَ أيُّهم أَكثَرُ تبعًا , والَّذي نَفسي بيدِهِ , إنِّي لأرجو أن أَكونَ أَكثرَهُم تَبعًا[23] , قال ابن كثير وهذا مرسل عن الحسن البصري[24].



وقال الألباني: مرسل رجاله رجال الصحيح , فيه خالد بن خداش وحزم بن أبي حزم فيهما كلام وهو صحيح عن الحسن من طريق أخرى[25].



والصحيح أنَّ خالد بن خداش ليس به بأس وهو من شيوخ مسلم , قال فيه الرازي: صدوق , وقال العسقلاني: صدوق يخطئ , وقال الدارقطني , ثقة ربما وهم , وقال الأزدي: لا بأس به , وقال الواقدي: ثقة , وقال يحيى بن معين: صدوق , ومرة ينفرد عن حماد بن زيد بأحاديث , وفي رواية ابن محرز قال: لا بأس به[26] , فكما تلاحظ فإنَّ غالب أهل الصنعة أجمعوا على توثيقه إلَّا النَّزر القليل بسبب الوهم غير المطبق عليه أي أحيانا يهم , وعلى هذا فهو من رجال الحديث الحسن.



وأمَّا حزم بن أبي حزم فقد قال فيه ابن حنبل: شيخ ثقة , وقال أبو حاتم الرازي: صدوق , لا بأس به , هو من ثقات من بقي من أصحاب الحسن , وقال النسائي: ليس به بأس , وقال ابن حجر العسقلاني: صدوق يهم , وقال الدارقطني: ثقة , وقال الذهبي: ثقة[27].



فكذلك هذا الأخير من رجال الحديث الحسن ولا بأس به , ولعلَّ سبب من ضعَّف هذا الحديث هو إرسال الحسن البصري.



ب – ومن الشواهد التي تشهد على الحديث بالمعنى حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ˝إِنَّ لِي حَوْضًا مَا بَيْنَ الْكَعْبَةِ وَبَيْتِ الْمَقْدِسِ أَبْيَضَ مِثْلَ اللَّبَنِ , آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ , وَكُلّ نَبِيّ يَدْعُو أُمَّته وَلِكُلِّ نَبِيّ حَوْضٌ , فَمِنْهُمْ مَنْ يَأْتِيه الْفِئَام وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْتِيه الْعُصْبَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْتِيه الْوَاحِدُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْتِيه الِاثْنَانِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَأْتِيه أَحَدٌ , فَيقَال: قَدْ بَلَّغت , وَإِنِّي لَأَكْثَرُ الْأَنْبِيَاءِ تَبَعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ˝[28].



وهذا الحديث أيضا فيه عطية العوفي: قال الألباني فيه عطية العوفي ضعيف[29].

وبالطَّبع صححه الألباني رحمه الله تعالى بمجموع طرقه.



وعطيَّة العوفي هو: عطيَّة بن سعد بن جنادة العوفي وكنيته أبو الحسن وهو من الكوفة , قال فيه النسائي: ضعيف , وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل سمعت أبي ذكر عطية العوفي فقال: هو ضعيف الحديث , وقال الذهبي: أبو الحسن من مشاهير التابعين ضعيف الحديث[30].



فهذه الشواهد وردت بمعنى الحديث الأول لا بلفظه , فكما تُلاحظ ألفاظ الأحاديث ليست متطابقة , ولكنَّ المعنى هو نفسه , وكما تلاحظ أنَّ أسانيد الأحاديث السابقة ليس فيها متهم بالفسق ولا بالكذب , بل كل من هو ضعيف في السند تجد ضعفه من قلَّة حفظه أو وهمه , مع تمام عدالته , فعلى هذا فإنَّ كل الأحاديث السابقة شهدت لبعضها بالمعنى فتقوَّت وارتقت من الضعيف إلى الحسن لغيره , فكل الأحاديث السابقة هي حسان.



المتابعة:

المتابعة لغة:

المتابعة بضم الميم وفتح الباء مصدر تابع , وهي الموالاة[31].



المتابعة اصطلاحًا:

هو الحديث الذي يشارك فيه رواته رواة الحديث الفرد لفظًا ومعنى , أو معنى فقط , مع الاتحاد في الصحابي.



فالمتابعة تختلف عن الشاهد في كون المتابعة الصحابي فيها واحد , أما الشاهد فالصحابي يختلف.



مثال المتابعة: ما رواه الترمذي من طريق شَريك عن المقداد بن شُريح عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: ˝مَنْ حَدَّثَكُم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَالَ قَائِمًا فَلَا تُصَدِّقُوهُ مَا كَانَ يَبُولُ إلا قَاعِدًا˝[32].



قال فيه الألباني: إسناده ضعيف ثم وجدت له متابعا قويًّا , فصح الحديث لكنه ناف , وحديث حذيفة مثبت , والمثبت مقدم على النافي[33].



وهذا الحديث ضعِّف لأنَّ في إسناده ˝شَريك˝ وهو ضعيف من سوء حفظه , فقد قال فيه ابن القاضي: فيه لين؛ لأن فيه شريكًا القاضي وهو متكلم فيه بسوء الحفظ[34].



وقال الحاكم: ليس بالمتين , وقال أبو حاتم الرازي: صدوق له أغاليط , وقال أبو زرعة الرازي: كان كثير الخطأ , صاحب وهم , وهو يغلط أحيانًا , وقال أبو عيسى الترمذي: كثير الغلط والوهم , وقال الذهبي: العَلاَّمَةُ , الحَافِظ , القَاضِي , أَبُو عَبْدِ اللهِ النَّخَعِيُّ , أَحَدُ الأَعْلاَمِ , عَلَى لِيْنٍ مَا فِي حَدِيْثِهِ[35].



لكن هناك من تابع شريكًا في هذا الحديث , وهو سفيان الثوري , فقد جاء الحديث من طريق سفيان الثوري عن المقداد بن شُريح عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها ونصُّه: قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ الْمِقْدَامِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ , قَالَتْ: ˝مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَالَ قَائِمًا فَلَا تُصَدِّقْهُ , ˝مَا بَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا مُنْذُ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ˝[36].



فلو تلاحظ أنَّ السند تغيَّر فيه شريك فأخذ مكانه سفيان الثوري , فهذا طريق ثانٍ لهذا الحديث غير طريق شريك , وإن كان شريك ضعيفا , فسفيان الثوري لا تخفى على أحد إمامته في الدين , فالحديث إسناده صحيح على شرط مسلم , والمقدام وهو ابن شُريح بن هانىء الحارثي المذحجي الكوفي وأبوه من رجال مسلم , وروى البخاري لهما في ˝الأدب المفرد˝ , وبقية رجاله ثقات وهم رجال الشيخين[37].



فيُحمل الحديث الأوَّل على الثَّاني , ويتقَّوى به ويكون حسنًا بهذه المتابعة , وقد تكون المتابعة بالمعنى كما سبق , أو بالمعنى واللَّفظ , كما في الأمثلة السابقة في الشواهد.



أنواع المتابعة:

المتابعة نوعان: متابعة تامَّة , ومتابعة قاصر.



المتابعة التامة:

وهي الحديث المشارك لغيره في اللفظ أو المعنى , أو بهما معا , مع الاتحاد في الصحابي مع , كون المشاركة من أوَّل السند , أي تحصل المتابعة للراوي نفسه , فيرويها غيره بنفس سند الراوي الأوَّل.



مثال: ما رواهُ الشَّافعي في الأمِّ , عن مالِكٍ , عن عبدِ اللهِ بنِ دينارٍ , عن ابنِ عمر , أَنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: ˝الشهرُ تِسْعٌ وعِشرون , فلا تَصوموا حتَّى تَروُا الهِلالَ , ولا تُفْطِرُوا حتَّى تَرَوْه , فإنْ غُمَّ عليكم فأَكْمِلوا العِدَّةَ ثلاثين[38].



قال ابن حجر العسقلاني: فهذا الحديث , بهذا اللفظ , ظن قوم أن الشافعي تفرَّدَ بهِ عن مالِكٍ , فعدَّوْهُ في غرائِبِه؛ لأن أصحاب مالك رووه عنه بهذا الإسنادِ بلفظِ: ˝فإن غُمَّ علَيْكُم فاقْدُرُوا له˝ , لكنْ وجَدْنا للشَّافعيَّ متابِعًا , وهو عبدُ اللهِ بنُ مَسْلَمَةَ القَعْنَبِيُّ[39] , كذلك أَخرجَهُ البُخَارِيّ عنهُ , عن مالك[40] , وهذه متابَعَةٌ تامة.



فهنا قد تابع القعني وهو ثقة ثبت عدل , الشافعي في روايته: عن مالك عن ابن دينار عن ابن عمر , فرواه القعني بنفس السند عن مالك , وكانت المتابعة لفظا ومعنى , إلَّا أنَّ في رواية البخاري زيادة: ˝ليلة˝ بعد قوله: ˝تسع وعشرون˝ فزيادة لفظة ˝ليلة˝ ونكَّر لفظ ثلاثين , وعند الشافعي معرَّفة , وهذا لا يعدُّ من كبير الزيادة أو التَّغيير , فتعدُّ متابعة تامَّة باللفظ والمعنى.



وأمَّا المتابعة القاصرة:

هو الحديث المشارك لغيره في اللفظ أو المعنى , أو بهما معا , مع الاتحاد في الصحابي , مع عدم كون المشاركة أوَّل السند , أي تحصل المتابعة من شيخ الراوي أو شيخ شيخه.



مثال:

ما رواه ابن خزيمة في صحيحه من طريق عَاصِم بن مُحَمَّدٍ العُمَرِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ˝الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا ثَلَاثِينَ , وَالشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا , وَيَعْقِدُ فِي الثَّالِثَة , فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا ثَلَاثِينَ˝ وَفِي خَبَرِ ابْنِ فُضَيْلٍ: ˝ثُمَّ طَبَّقَ بِيَدِهِ , وَأَمْسَكَ وَاحِدَةً مِنْ أَصَابِعِهِ فَإِنْ أُغْمِيَ عَلَيْكُمْ فَثَلَاثِينَ˝[41].



وهذه متابعة قاصر لحديث الشافعي السابق , فلو تلاحظ أنَّ السنَّد مختلف مع أنَّ الصحابي نفسه , فالأوَّل: عن مالك عن ابن دينار عن ابن عمر.



والثاني: عن عاصم عن أبيه عن ابن عمر.

وهذه المتابعة قاصر وهي بالمعنى , إذ أنَّ اللفظ اختلف.

وكلُّ ما سبق من بحث وجمع طرق وغيره يسمَّى بالاعتبار.



الاعتبار:

والاعتبار لغة:

هو رد الشيء إلى نظيره بأن يحكم عليه بمثل حكمه[42].



واصطلاحًا:

هو التتبُّع , والسبر , والبحث , والنظر , والموازنة بين طرق الحديث لتقويته أو عدم ذلك , وهو نتيجة الاعتبار.



قال العراقي:

الاعتبار سبرك الحديث هلْ
شارك راو غيره فيما حملْ
عن شيخه , فإن يكن شورك مِنْ
مُعتبرٍ به فتابعٌ وإنْ
شورك شيخه ففوقُ فكذا
وقد يُسمَّى شاهدا ثمَّ إذا
متن بمعناه أتى فالشَّاهدُ
وما خلا عن كلِّ ذا مَفَاردُ[43]


ويجب أن يعلمَ أنَّ منهم من يسمي الشاهد تابعا والتابع شاهدًا , ومنهم من يسمي الذي بالمعنى سواء بالمتابعة أو بالشواهد شاهدًا , أو عكسه , ولكن استقرَّ الاصطلاح على ما ذكرنا سابقًا , قال السيوطي:

وربَّما يُدعى الذي بالمعنى
متابعًا , وعكسه قد يُعنى[44]




فائدة الاعتبار:

هو الوقوف على الطرق التي تصلح لتقوية الأحاديث الضعيفة , أو الحسان , وما لا يصلح للتقوية , لذا أحيانًا يقول أهل الحديث: هذا صالح للاعتبار , وهذا غير صالح للاعتبار , وكذلك بالاعتبار يُعلم هل هذا الحديث من قبيل المتواتر الذي رواه الجماعة , أو من قبيل الآحاد , وهل له طريق واحد فيكون غريبًا , أو له أكثر من طريق فيكون من قبيل العزيز , أو المشهور , وكلُّ هذا لا يكون إلَّا بالاعتبار.



هذا وبالله التَّوفيق وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلم.

الهامش
[1] معجم المعاني.

[2] رواه الترمذي 25.

[3] تلخيص العلل المتناهية 114.

[4] علل ابن أبي حاتم 54.

[5] نتائج الأفكار 224/ 1.

[6] الجامع الصغير 9876.

[7] الدراري المضيَّة 42.

[8] صحيح الترغيب والترهيب 200.

[9] فتح الغفار 1/ 85.

[10] تحفة الأحوذي 88/ 1.

[11] رواه أحمد 9213.

[12] الدراية 1/ 14.

[13] شرح السنة 303/ 1.

[14] التلخيص الحبير 107/ 1.

[15] حاشية تهذيب الكمال ج32 ص 335.

[16] رواه ابن ماجه 399.

[17] الكامل في ضعفاء الرجال 46/ 7.

[18] تحفة الأحوذي 6/ 129.

[19] أخرجه الترمذي من حديث سمرة بن جندب 2443.

[20] السابق.

[21] تخريج شرح الطحاوية 281.

[22] الفتن للحافظ أبي عبد الله لنعيم بن حمَّاد ج2 ص330.

[23] البداية والنهاية لابن كثير 371/ 1.

[24] السابق.

[25] السلسلة الصحيحة 119/ 4.

[26] ينظر: سير أعلام النبلاء ج8 ص499 , وتهذيب التهذيب للعسقلاني.

[27] ينظر التعديل والتجريح للباجي , والجرح والتعديل لأبي حاتي الرازي , وسؤالات أبي داود 454 , والعلل ومعرفة الرجال لابن حنبل 5950.

[28] رواه ابن ماجه 3489.

[29] السابق نفسه.

[30] يُنظر الضعفاء والمتروكون للنسائي , والعلل ومعرفة الرجال لابن حنبل 1306 , ويُنظر: سير أعلام النبلاء.

[31] يُنظر: معاجم اللغة.

[32] ) أخرجه الترمذي 12 , والنسائي 29 واللفظ له , وابن ماجه 307.

[33] شرح النسائي للسيوطي.

[34] يُنظر في ذلك علل الترمذي , وعلل ابن أبي حاتم , والكامل في ضعفاء الرجال , وسير أعلام النبلاء وغيرها.

[35] ينظر: الكامل في ضعفاء الرجال , وسير أعلام النبلاء وغيرها.

[36] رواه أحمد في مسنده 25045.

[37] يُنظر تخريج المسند للأرنؤوط 25045.

[38] ترتيب مسند الشافعي , نشر وتصحيح: السيد يوسف على الحسني , والسيد عزت العطار , 1/ 272 , وهكذا هو عند مالك في الموطأ.

[39] كان عبدالله هذا من المتقنين , وكان يحيى بن معين لا يُقدِّم عليه في مالك أحدًا.

[40] حدثنا عبد الله بن مسلمة (القعنبي) حدثنا مالك , عن عبدالله بن دينار , عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الشهر تسع وعشرون ليلة , فلا تصوموا حتى تروه فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين البخاري , 1906 , الصوم.

[41] صحيح ابن خزيمة (1909).

[42] معجم المعاني.

[43] ألفية العراقي في علم الحديث.

[44] ألفية السيوطي في علم الحديث.. ❝
11
0 تعليقاً 0 مشاركة