█ ملخص رواية ❞شمس حمئة❝ بقلم الروائي البحريني أحمد جمعة كتاب شمس حمئة مجاناً PDF اونلاين 2024 البعض منا له وجهان أحدهما للناس والآخر لنفسه ولا سبيل أن يلتقي الاثنان فالإنسان طماعا بفطرته وكلما حاول إخفاء هذا الوجه أحرقه الجشع طالبًا المزيد
❞ لكل شيء في الحياة ثمن، هكذا قرأتُ في الكتب، وهذا ما رأيته من الحياة، وأيضا كان شعار مهنتي، فقد مر ثلاثة أشهر على مغادرة أبي حياتي، وإعلان قراره الرسمي بعدم عودتي مرة أخرى، وكوني ميته في نظر الجميع، وكم حاولت مصالحته، والتحدث معه ولكنه لم يقبل الاعتراف بي كابنة له.
في ذلك الوقت كنتُ قد بدأت ألملم حلم عباءة المحاماة، وتلك الذكريات التي حلمتُ يوما بتحقيقها، ودعت المنزل وجدرانه، وجلستُ أستنشق رائحة المكان، وأستمع لصوت حسان ومعزوفاته التي كانت تطرق بابي ليلاً، صورة أبي وهو يبتعد، ونظرة حسان التي تخلت عني حينها، كل ذلك ترك ثقبا في روحي ظل ينزف بلا توقف.
في تلك اللحظة طرق باب المنزل شعرتُ وكأنه يطرق باب قلبي، فكنت أعلم من يكون الطارق.
فتحتُ الباب حاملة حقائب الخزي والخسارة، ورأيت حسان يقف أمامي حاملا بين نظراته غضبا كاد يُفتك بي من النظرة الأولى، حينها كنتُ أكن له شعورا غريبا ممزوجا بالحب والكره.
نظرت له قائلة: لماذا عدت؟
صمتُ مخيف مر بيننا كشبحٍ أراد أن يهشم تلك الفجوة التي نشأت، ووقف ينظر لي بعد أن هدأت ملامحه، وعينيه اللامعتين صارتا ينظران لي وكأنه يراني لأول مرة، اقترب مني وقال: _ لماذا فعلتِ ذلك؟ . ❝
❞ نحنُ نُولد من رحم الحياة مرة واحدة، لكننا قد نموت في حشاها ألف مرة، كمسرحية يُعاد فيها الفصل الأخير من حياتنا.
فنحمل أحلامنا فوق رؤؤسنا، نتجول بها بين أورقة الحياة، وفي ظل الظلام الساكن زواياها تتصادم بنا ضواريها؛ لنتصارع معها، نتحداها؛ فتتحول حياتنا إلى حلبة مصارعة، نظل داخلها حتى تُهلك أرواحنا وتتبلد مشاعرنا، ونصبح نُشبه آلة كلما علقت تروسها كُسرت وكلما خسرنا جولة سقط منا حُلما وفقدنا معه ذكرى كانت يوما لنا حياة.
هكذا صارعت #شمس حياتها، وظلت تُحيك أفكارا ظنت إنها طريق النجاة حتى انتهت المباراة واعلنت الحياة نتائجها . ❝