█ بين الحياة الموت خيط رفيع حينما دبت مسرح الدنيا منذ ملايين السنين كان المسرح مختلف كثيراً عن حاله الآن كانت الأرض ساخنة الجو مثقلاً بالبخار لم يكن الأكسجين بهذه الكثرة إنما نادراً الغاز المنتشر بكثرة هو الآيدروجين النوشادر الميثان أول أكسيد الكربون ومض البرق قرقعة الرعد الضوء فوق البنفسجي الإشعاع الذري الشحنات الكهربائية العالية لا تنقطع المياه تغمر مساحات واسعة برك ضحلة تكن صافية رائقة يطفو عليها الطحلب الأخضر كمياه الغدران مياهاً عكرة كثيفة كالحساء مليئة بأملاح الفوسفور الكالسيوم الصوديوم البوتاسيوم الحديد الكبريت في هذا الكيميائي النشط بدأت لهذا بد لنا أن نتكلم قليلاً الكيمياء للقارئ يتحمل معنا عناء رحلة مجاهل عالم إذا أراد يعرف سر وجوده * * * استطاعت المعامل تثبت مادة واحدة تقريباً كل الكائنات الحية الفوارق تركيب لحم الحمار البني آدم الحشرة فوارق طفيفة تذكر المواد التي تتألف منها البنية تخرج كونها سكريات نشويات دهنيات بروتينات و أثبتت كتاب لغز مجاناً PDF اونلاين 2024 لمصطفى محمود يناقش فيه من خلال رؤية علمية وفلسفية ويرى والحياة وجهان لعملة فنحن نموت يوم؛ حيث تموت الخلايا داخل أجسامنا دون نشعر بها ويسمى ذلك بالموت الأصغر وينقسم الكتاب إلى فصول مثل اللغز والخيط والزمن والروح
❞ و يصرخ القارىء قائلًا .. هل أنا حر و أنا لا أكاد
أملك الكفاف فيثير بذلك قضية الحرية بمعناها
الإجتماعي .. و كيف أنه لا حرية لمن لا يملك القوت ..
و أن توفير القوت في ذات الوقت توفير الحرية ..
و السؤال هو ما هذا القوت المطلوب توفيره .
أهو مائدة عليها لحم و خبز و أرز و فواكه و ثلاجة
لحفظ هذه الأطعمة و عربة ليقضي كل منا مشاويره
سعيًا لجمع هذا القوت .
إن كان هذا هو القوت المطلوب فإن توفيره لن
يكون توفيرًا للحرية و إنما سيكون تبديدًا لها .. و
معناه أن يكون الإنسان فى خدمة الطعام و ليس
الطعام فى خدمة الإنسان .. معناه تبديد الوقت و
الجهد و الفكر لتحقيق الوفرة المادية و معناه ان
يصبح الإنسان في النهاية عبدًا لهذه الوفرة و يفقد
حريته .. أما إذا كان المقصود بالقوت هو الكفاف
فإن القضية صادقة فحين لا توجد كسرة الخبز لا
توجد حرية ..
و لكن إذا توفرت هذه الكسرة و هذا ميسور فالبحث
عن المزيد ليس كسبًا لحرية و إنما إضاعة لها .. و لقد
كان غاندي أكثر الناس حرية و هو يسعى حافيًا على
قدميه لا يملك إلا مغزل صوف يدوي و كيس به بضع
ثمرات و عترة يشرب من لبنها و يصنع من صوفها ثيابه .
و كذلك كان محمد و المسيح .. و الأحرار العظام الذين
صنعوا لنا حرياتنا و غيروا التاريخ ..
و شرط الحرية هنا هو الكفاف لأن أكثر من هذا
الخضوع لعبودية البطن كما أن إضاعة العمر في
الجري وراء النساء هو خضوع لعبودية الشهوة ..
و لا يحق للقارىء أن يصرخ لأنه لا يملك إلا الكفاف
قائلًا لقد فقدت حريتي .. أين حريتي ..
بل لقد وجدت حريتك ما دمت قد وجدت الكفاف ..
فما يزيد على الكفاف ليس حرية بل عبودية . ❝
❞ العرف والتقاليد والأفكار الجاهزة تطمس الأشياء المبتكرة فينا ، وتطمس الذات العميقة التي تحتوي على سرنا وحقيقتنا ، وتجعلنا نمضي في زحام الناس وقد لبسنا لهم نفسا مستعارة من التقاليد والعادات لنعجبهم . ❝