█ الحظّ لا يكون دائما ببقائنا أحياء مُدّةً أطوَلَ كتاب أسير البرتغاليين حكاية الناجي مجاناً PDF اونلاين 2024 رفعتُ وجهي إلى السماء كان لونها كئيباً؛ أصفر وعكراً أقرب لون القيح خضت الطرقات ماتت فاس التي عهدتُ هرب الكثير من الناس الجبال وأقفلت البقية الباقية الأبواب والنوافذ نفسها تنتظر آجالها دفعت دفة باب دارنا ودخلت فهجامتني رائحة العفونة البهو تابعتُ أخي عبد الصمد ينط كقرد زائغ النظرات ومن عنقه المذبوح يسيل دم سابغ "الذي مات مغدوراً يعود الدنيا الهيئة رحل عليها" قالت أمي ما كانت تحسب أن المغدور أبناؤها وأن الغادر زوجها أحبت
❞ القرابين ضريبة البقاء على الأرض «بلا دم لا تنهض ممالك ولا يثبت سلطان»، يسلم هذا ويؤمن ذاك الكلّ يدفع تقرّبا واحتسابا، لا يهم ممّن تحديدا، إلى أرباب في السّموات، أو شياطين في أغوار النّفس، أو إلى المجهول الذي يسكن كلّ حبة رمل وكلّ نفَسٍ يصعد وينزل تدفعهم جميعا رغبة متأصّلة طلبًا لوجود أكثر رسوخا وتجدّرا وعظمة.دم الضّحيّة لا يذهب سدى لا شيء يضيع كلّ قطرة دم لها مكانُها في اللّوحة الأعظم ودورُها البارز في رسم عالم يتبدّل باستمرار سيسجِّلُ الإخباريون على هوامش أخبار الملوك والدّول وأحوال الخلق أنّ الجميع مؤمن بما يجري مُسلّمٌ بنواميس الحياة، قد يُعجَبُ المنهزم بالمنتصر ويشفق المنتصر على المنهزم، لكنّ أيّا منهما لن يتوقّف عن صناعة الموت . ❝
❞ شرعت المدينة في استعادة عافيتها متغافلة أحزانَ الأمسِ عاد البديّون إلى عاداتهم القديمة فركبوا دوابّهُم وعبروا في دكنة الفجر المسالك يقصِدُون عاصمة النّظام والفوضى والعلم والجهالة ومربط الإيمان والمجون وموطن الكدّ واللّهو سيمضون، كما كانوا يفعلون دهرا، عّبر الدّرُوب، على عتبات البيوت، ويتنفسّون روائح المطابخ العابقة ويسترقون النّظرَ من فجوات الأبواب المواربة والشّرفات المشرعة للشّمس وعيون الفضوليّين ليعايروا زوجاتهم مساء بشطارة نساء فاسيات لا تضاهيهنّ بقيّة نساء الدّنيا في شيء.ساداتي، إنّها فاس التي لا يكتمل سلطان ملك دونها، ولا علم عالم جليل ما لم يطأ أرضها؛ المدينة التي تراود أحلام الأفارقة من بلاد البيضان إلى بلاد السودان، وتغازل شرقا شبق الترك التواقين لأرض المغارب وتستثير لواجع الرّوم غربا فيأتون إليها راغبين صاغرين . ❝
❞ لا أحد يبقى كما كان بعد الجائحة حضرة الضّابط لمّا يرحل الطّاعون يحاول النّاس جاهدين أن ينسوه، ينزلون إلى الحقول ويعمّرون المحلات والأسواق ويُجهّزون القوافل ويسيّرونها نحو سجلماسة وبوداغوست وبلاد السّودان ويستقدمون المزيد من العبيد كي يبنوا منازل وقناطر ويرفعون أسوارا أعلى يقاربون أحلامهم الأولى بحياة زاهية فيعود إليهم الوباء، تأتي طلائعه ريحا حارّة يعقبها الصّمت الأوّل يتسلّل الخوف ببطء فيبدأ الشّكّ، يشرع النّاس في ادّخار الحنطة والزّيت والثّمار المجفّفة، تمتلئ المساجد أكثر فأكثر، ثمّ تأتي أولى الأخبار عن رجال سقطوا هنا وهناك . ❝