█ ولم أزل عنفوان شبابي منذ راهفت البلوغ قبل العشرين إلى الآن وقد أناف السن الخمسين أقتحم لجة هذا البحر العميق وأخوض غمرته خوض الجسور لا الجبان الحذور وأتوغل كل مظلمة وأتجهم مشكلة وأقتحم ورطة وأتفحص عقيدة فرقة وأستكشف أسرار مذهب طائفة ﻷميز بين محق ومبطل ومتسنن ومبتدع أغادر باطنيا إلا وأحب أن أطلع بطانته ولا ظاهرا وأريد أعلم حاصل ظهارته ولا فلسفيا أقصد الوقوف كنه فلسفته متكلما وأجتهد الإطلاع غاية كلامه ومجادلته صوفيا وأحرص العثور سر صفوته متعبدا وأرصد ما يرجع إليه عبادته زنديقا متعطلا وأتحسس وراءه للتنبه لأسباب جرأته تعطيله وزندقته كان التعطش إدراك حقائق الأمور دأبي وديدني من أول أمري وريعان عمري غريزة وفطرة الله سبحانه وتعالى كتاب المنقذ الضلال مجاناً PDF اونلاين 2024 المنقذ الضلال"كتاب تاليف الغزالى بعد عودته رحلتة التي قضاها متنقلا الشام والقدس ومكة إذن فهو يقع المرحلة الثانية حياة الغزالي مرحلة النضج وتوضيح الخيارات النهائية وفي يذكر سنه قد قارب مما يحدد وضعه الكتاب أواخر عام 499هـ وبدايات 500هـ نيسابور حين عاد التدريس نظاميتها لتبيان حقيقة النبوة أما دافع تأليف كتابه وهدفه منه وكما يبدو مقدمته أنه رسالة أخ الدين يطلب فيها الأخير يبث "غاية العلوم وأسرارها, وغائلة المذاهب وأغوارها وأحكي لك قاسيته استخلاص الحقائق اضطراب الفرق" وإذا ذلك هو الدافع الحقيقي أو هناك دوافع أخرى فإن الملاحظ أراد خلال منقذه يبين لنا مسار حياته الفكرية والروحية وكيفية خروجه الشك وصولا خياراته الحصول نور اليقين والتصديق النهائي إن دواعي التصديق لم يجدها علم الكلام الفلسفة التعليمية بل عند الصوفية فهل يكون الهدف تبيان صحة إِنَّ هذَا الكتابَ المسمَّى: «المُنْقِذُ مِنَ الضَّلَالِ والمُفْصِحُ عنِ الأَحْوَالِ» خلاصةُ تجربةِ الإمامِ الغزاليّ العالِمِ الحَبرِ الكبيرِ رحمهُ تعالى, وهو خُلاصةُ جهدهِ طلبِ الحقِّ, سِيَّمَا كتبهُ سنواتِ عمرِهِ الأخيرة, أمضَى سنينَ حياتِهِ العِلمِ والتَّعلُّمِ, والتَّعلِيمِ والتَّدريسِ, ويُبيِّنُ الإمامُ مقدِّمةِ الكتابِ أنَّ سببَ تأليفهِ لهذا الكتاب, هو: أنَّه وردَ عليه سؤالٌ يطلبُ فيه السَّائل يخبره عن غايةِ وغائلةِ وأغوَارِهَا, ويحكي له قاساهُ استخلاصِ الحقِّ اختلاف الفِرَقِ, وكيف ارتفع التَّقليد الاجتهادِ والبصيرةِ, وما استفادَهُ الكلامِ, كرههُ التَّعليميَّةِ, ازْدَرَاهُ الفلسفة, ارتضاه طريق التَّصوُّفِ, ظهر أثناءَ تفتيشِهِ أراء هذه المذاهب, ويسألُهُ أيضاً سببِ انصرافِهِ نشر العلم ببغدادَ مع كثرةِ طلابِهِ, ثُمَّ معاودته للتَّدريس بنيسابور فترةٍ طويلةٍ الانقطاعِ ولما رأى الغزاليُّ صِدْقَ رغبةِ السَّائِلِ أجابَهُ طلبِهِ, وصنَّف الإجابة أسئلتِهِ فذكرَ البداية الجُهد الَّذِي بذلَهُ سبيلِ تمحيصِ الأفكارِ, وكيفَ كانَ ديدنُهُ التَّعطُّشَ لإدراكِ حقائِقِ الأمورِ, فلمْ يزلْ صباه حتَّى بلوغه يخوضُ غمار العُلومِ, ويَدْرُسُ أراءَ كلِّ فرقةٍ, وأسرارَ مذهبٍ, انحلَّت عنهُ رابطةُ التَّقليدِ, وارتفعَ والبَصيرَةِ ثُمَّ ذكرَ يُورِثُنَا برْدَ اليَقِينِ, والَّذِي ينبغي الاعتمادُ عليه, والركونُ إليه, ثمَّ كيف اتَّبع منهجَ الشَّكِّ علومِهِ, فانتهى به طولُ التَّشكِيكِ أصبَحَ مذهبِ السَّفْسَطَةِ وجحدِ وبقيَ مُدَّة شهرين, قذفَ اللهُ تعالى بنورٍ صدرِهِ وشفاهُ المرض, وعادتِ العلومُ العقليَّة مقبولةً وموثوقاً بها ثمَّ حصرَ أصنافَ الطَّالبين للحقِّ أربعِ فِرَقٍ: المتكلِّمون, والفلاسفة, والتَّعليميَّة, والصُّوفيَّة, تكلَّمَ فرقةٍ منهم, فبدأَ بالمتكلِّمينَ, الفلاسفة فذكرَ يُذمُّ الفلسفةِ يُكفَّرُ قائله يُكفَّر يُبدَّعُ يُبدَّع ثم سرقَهُ الفلاسفةُ كلامِ أهلِ ومَا مزجُوهُ بكلامِهِم لترويجِ بَاطلهِم وكيفيَّة الخالصِ الزَّيفِ والبهرجِ جملةِ كلامِهِم, تحدَّثَ أقسامِ علومِهِم وهي ستَّةُ أقسامٍ: رياضيَّةٌ ومنطقيَّةٌ وطبيعيَّةٌ وإلهيَّةٌ وسياسيَّةٌ وخُلقيَّةٌ, تكلَّم التَّعليميَّة وغائلتهم, طرقِ الصُّوفيَّة وذكرَ طريقَتَهُمْ إِنَّمَا تَتِمُّ بعلمٍ وعملٍ وأنَّ حَاصِلَ علومِهِمْ قطعُ عقباتِ النَّفسِ, يُتَوصَّلُ بهَا إِلى تخلِيَةِ القلبِ غيرِ اللهِ عزَّ وجلَّ وتحلِيَتِهِ بذكرِ حقيقةَ النُّبوَّةِ واضطرارَ كافَّةِ الخلقِ إليها, ختمَ بكلامِهِ أسبابِ نشرِهِ للعلمِ بعدَ العُزلةِ والخلوةِ قريباً عشرِ سنينَ, عادَ ونشرِ العلمِ, ولِكَشْفِ شُبَهِ الضَّلالِ, النِّهايَةِ أسبابَ ضعفِ الإيمانِ عندَ الخلقِ, وكيفيَّةَ علاجِهِمْ
❞ العالم الحقيقي:
˝إن العالم الحقيقي، لا يقارف معصية إلا على سبيل الهفوة، ولا يكون مصراً على المعاصي أصلاً، إذ العالم الحقيقي ما يعرف أن المعصية سمٌ مهلك، وأن الآخرة خير من الدنيا. ومن عرف ذلك، لا يبيع الخير بما هو أدنى.˝ . ❝
❞ الحق والباطل:
˝إن قرب الجوار بين الزيف والجيد لا يجعل الجيد زيفاً، كما لا يجعل الزيف جيداً، فكذلك قرب الجوار بين الحق والباطل، لا يجعل الحق باطلاً، كما لا يجعل الباطل حقاً.˝ . ❝