اقتباس 49 من كتاب عندما التقيت عمر بن الخطاب 💬 أقوال أدهم شرقاوي 📖 رواية عندما التقيت عمر بن الخطاب

قراءة المزيد .. ❞ إن البيوت مختلفة عن بعضها اختلاف الناس عن بعضهم ، فهي تصلح بصلاح أصحابها وتفسد بفسادهم ، وقد يختلط فيها الصلاح بالفساد ، اختلاط الناس ببعضهم ، صالحهم وفاسدهم ، ولكنها ستر لأهلها ، لا تظهر منهم إلا ما أظهروه هم من أنفسهم ، ولا تكشف عنهم إلا ما كشفوه هم عن أنفسهم ، ولا تفضح إلا من سعى للفضيحة ، ولا تشرع أبوابها إلا حين يُشرعها أصحابها ، وإني كنت في خلافتي قد جعلت لي من الليل سترا لأخرج للعسس ، فأتفقد حال الناس ، وأنظر في شؤونهم ، وأقف على ما يجب علي الوقوف عليه من مشكلاتهم ، فالليل الذي يستر صور الناس بظلمته ، يكشف أحاديثهم وأصواتهم بهدوئه ، فكان لي في ذلك وسيلة المعرفة بعض ما خفي علي من أحوالهم ، وإني ذات ليلة بينما كنت بمحاذاة بعض البيوت في طريقي أثناء العسس ، إذ تناهى إلي صوت امرأتين ، ففهمت من خطابهما لبعضهما أنهما أم وابنتها ، وقد كانت الأم تأمر ابنتها قائلة : اخلطي اللبن بالماء يكثر ، فيكثر بيعه ، فاستوقفني الحديث ، فبقيت لأعرف إلى ماذا قد يؤول ، فجاء جواب البنت لأمها أنها لن تفعل، وأضافت قائلة : لقد نهى أمير المؤمنين عن خلط اللبن بالماء! فقالت الأم محاولة إقناع ابنتها : ولكن عمر لا يرانا حينها أجابت البنت : ولكن الله يرانا! . ❝