█ كتاب كيف نصنع المستقبل؟ مجاناً PDF اونلاين 2024 "كيف المستقبل" هو نظرة فلسفية يلقى "روجيه جارودى" من خلالها الضوء الحضارة الغربية الحديثة وسلبياتها الكامنة فى جسد العالم العربى فهو يقدم كشف حساب عسير لهذه الحضارة؛ مبرزاً كافة جوانب الثقافة التى أبرزت العنصرية وأكدت فكرة استبعاد الآخر ويصور التحولات الاقتصادية والسياسية والتعليمية لابد وأن تحدث؛ كى تمكن العرب الوحدة الإنسانية
❞ لقد تحولت الديمقراطية اليوم إلى مجموعة من القوانين والتدابير التي تعمل على تسهيل أداء اقتصاد السوق ليغطى كل مناحي الحياة . إذ تقاس قيمة كل شيء بمردوديته المالية، فلا قيمة إلا قيمة المال والسلعة. وهذا ما يؤكده الخطاب الرسمى المفكرى العولمة الاقتصادية. لقد أصبح زوال القيم المعنوية والأخلاقية لصالح القيم السلعية - وهو ما تنبأ به ماركس في منتصف القرن التاسع عشر - أمراً واقعاً في أيامنا هذه. ويرى الفيلسوف الإيطالي جياني قاتيمو أن تحول كل القيم إلى قيم سلعية هو أبرز ملمح من ملامح عدمية عالمنا المعاصر التي بشر بها نيتشه .
وهذا يطرح بإلحاح السؤال عن البديل .
وهنا لا يقدم جارودى مشروعاً علمياً محدداً بالمعنى المتعارف عليه في الفكر السياسي الغربي، والذي يقوم على إنجاز خطة سياسية محددة تقوم بها قوى اجتماعية معينة، وإنما يطرح توجهات عامة مطروحة للاستلهام في السياسة والاقتصاد والتعليم والدين، ويلجأ إلى منابع لا تنضب في الإنسان، وهي ممثلة في الإيمان والحلم . والإيمان لديه لا يتعلق بالأديان فحسب، بل يتسع لكل نزعة إنسانية حقيقية تحرص على كرامة البشر وحريتهم . أما الحلم، فقد قدم جارودي في كتابه هذا نموذجا له، فتخيل في منتصف القرن الحادي والعشرين إنسانية متنوعة متسامحة متضامنة، تنظر إلى القرن العشرين والقرون السابقة على أنها عصور ما قبل التاريخ . ❝
❞ المشكلة المركزية في نهاية هذا القرن هي وحدة العالم . إنه عالم
متلاحم وممزق في نفس الوقت ، يا له من تناقض مميت !
متلاحم لأنه من الممكن من الناحية العسكرية، الوصول إلى أي هدف انطلاقا من أي قاعدة، ولأن انهياراً في البورصة في لندن أو طوكيو أو نيويورك يؤدى إلى أزمة وبطالة في كل أرجاء العالم. وحيث تكون كل أشكال الثقافة - أو عدم الثقافة - حاضرة في كل القارات عبر التليفزيون والقمر الصناعي، لا يمكن أن تحل أي مشكلة بطريقة معزولة ومستقلة، لا على مستوى أمة، ولا حتى على مستوى
قارة من القارات .
ممزق: لأنه من وجهة النظر الاقتصادية (طبقا لتقرير برنامج الأمم المتحدة عام (۱۹۹۲) ۸۰٪ من مصادر العالم يسيطر عليها ويستهلكها ٢٠٪ من سكان العالم .
هذا النمو الاقتصادي للعالم الغربي يكلف العالم، بسبب سوء التغذية والمجاعة، ما يعادل ضحايا هيروشيما كل يومين .
ثلاث مشكلات رئيسية تبدو بلا حل : مشكلة المجاعة، ومشكلة البطالة، ومشكلة الهجرة. ألا تمثل جميعاً مشكلة واحدة؟ حيث يوجد ثلاثة مليارات من البشر من مجموع خمسة ما زالوا معدومي القوى الشرائية، فهل يمكن الحديث عن السوق العالمي؟ أو بالأحرى
عن سوق بين الغربيين يتناسب مع احتياجاتهم وثقافتهم مصدرين إلى
العالم الثالث ما يفيض ؟ هل ينبغى قبول هذا التفاوت كقدر محتوم،
وقبول هذا الواقع الذي يولد التهميش والعنف والقوميات والأصوليات دون أن نضع أسس الفوضى الحالية موضع المساءلة ؟
*** . ❝
❞ الجزء الأول
ما هي أخطار الهلاك في القرن العشرين؟
١ - كوكب مريض وعالم متصدع.
- التبادلات غير المتكافئة.
- الغرب طارئ شطر العالم إلى ثلاثة أشطر.
- هتلر كسب الحرب . ❝