█ وعلينا كآباء وأمهات أن نتفق مع أبنائنا موعد ثابت كل أسبوع نجتمع فيه معاً لنناقش شؤون أسرتنا ونطمئن على بعضنا ويزيد من تواصلنا يتعلم الأبناء أسلوب الحوار والإقناع وكيفية حل المشكلات والعمل ضمن فريق واحد ويزرع الثقة نفوس ويعلمهم تحمل المسؤوليات ويشعرهم أنهم شركاء صنع القرار ويسهم هذا اللقاء علاج الكثير أخطاء وعيوب حيث يساعد الآباء اكتشاف تلك العيوب وعلاجها بطرق مختلفة احرصوا البداية ألا تزيد مدة عن (۲۰) دقيقة حتى لا يملها ثم تزاد تدريجياً واحرصوا تنوع فقرات وتوزيع الأدوار والموضوعات بين وجميل يتخلله سماع مقطع صوتي أو مشاهدة جزء برنامج تلفزيوني مفيد مقطع على اليوتيوب ونحو ذلك وليحرص الوالدان ينفردا بالحديث بل يتيحان الفرصة الأكبر للأبناء للتحدث وطرح الآراء ولو كانت مخالفة لوجهات نظر الوالدين ويستحسن التنويع مكان عقد اللقاءات فمرة البيت وأخرى منتزه شاطئ البحر نحو كتاب هناك يحلو مجاناً PDF اونلاين 2024 ليس أروع ولا أعظم لقاء أهل الجنان لكن حياتنا تحلو لقاءاتٌ لقاءُ عزيزٍ بعد فراقٍ وقريبٍ طول غياب يوم العمر و لقاءُ تائبٍ الهجران! المحبين شرع الله وحِجابٌ موتٍ بالطيران أبي ما زلتُ ألقاهُ ! لقاءاتٌ ومواقف متعةٌ وذكرى مواضيعُ موجزة تشرح الصدر وتُفرحُ القلبَ تجدها صفحات الكتاب
❞ (حِجابٌ من موتٍ بالطيران)..
روى الشيخ الدكتور خالد سيد علي قصة واقعية يقول فيها:
في عام 1979، قررَ جدّي أن يهاجر إلى أمريكا تاركاً خلفه وطنه الحبيب سوريا ليبدأ حياةً جديدةً هناك..
كانت الترتيبات تقضي أن يسافر جدّي في البداية لوحده، ثم تلحق به جدتي وأبناؤهم السبعة بعد ذلك..
كانت رحلتهم إلى أميركا بتاريخ ٢٥/٥/١٩٧٩م تتضمن النزول أولاً في نيويورك ثم السفر إلى شيكاغو قبل محطتهم الأخيرة إلى كاليفورنيا.
كان قرار الجهات الأمنية في نيويورك يُلزم جميع المهاجرين عند وصولهم تعبئة طلب الإقامة الدائمة ˝الغرين كارد˝ قبل السفر للمحطة التالية.
كانت عمّتي ˝هالة˝ في ذلك الوقت قد تحجّبت منذ فترة بسيطة..
طلب منها الموظف المختص أن تخلع حجابها من أجل التقاط صورة شخصية لها لإتمام المعاملة، لكنها رفضتْ !!
أوضَح لها الموظفون أنها لن تحصل على ˝الغرين كارد˝ .. ولن تسافر إلى محطتها التالية .. إلا إذا تصورت حاسرةَ الرأس.. وبالتالي فإنها لن تستطيع اللحاق بالرحلة التالية!
بدأت جدتي المرهقةُ من السفر الطويل تفقدُ صبرَها .. فلم يبقَ إلا الوقتُ القليل على إقلاع طائرتهم التي اشتروا تذاكرها بكل ما يملكونه من مال.. كانت تتوسل لابنتها ˝هالة˝ أن توافق على خلع الحجاب لأخذ الصورة (من باب الاضطرار).. ولكن عمّتي هالة ظلت مُصرَّةً على موقفها..
استدعى الموظفون بعضَ المسؤولين الكبار في المطار كمحاولة لاقناعها.. ولكنها كانت ثابتةً على موقفها وقالت لهم: لا يهمّ مَنْ تستدعون.. فلن أخلع حجابي!..
وبعد مرور 3 ساعات ساخنة من الحوار مع مسؤولي الأمن.. وافقوا أخيراً على التقاط صورتها وهي مرتديةٌ الحجاب!..
ولكن بعد ماذا؟
بعد أن فات الوقتُ وأقلعتْ طائرتُهم المتجهة لشيكاغو .. واضطروا عندها لشراء تذاكرَ جديدةٍ والبقاء ليلةً كاملة في نيويورك!.
كانت جدتي في تلك اللحظات تصبُّ جامَ غضبها على عمتي.. وتتذمر مما فعلتْ.. ومن عنادها الذي كلَّفهم فواتَ رحلتهم إلى مكان استقرارهم في كاليفورنيا مع جدي.
وفي اليوم التالي.. وصلتْ رحلتُهم إلى كاليفورنيا.. وكان جدي باستقبالهم وهو يبكي غيرَ مصدّق أنه يراهم أمامه أحياء!!
كان يقول لهم وسط دموعه: اللهم لك الحمد أنّكم على قيد الحياة !!
كانوا مستغربين من لهفته تلك ..وتعجّبه من أنهم ما زالوا أحياء.. فكان رده الصادم : رحلتُكم الأصلية التي حجزتم عليها أمس (رحلة رقم 191) على الخطوط الأمريكية (AA)، تحطمتْ الطائرةُ نتيجة خلل في المحرك .. ومات جميع الركاب الذين كانوا على متنها وعددهم (285) راكباً!!!
كانت الصدمة والدهشة.. والفرحة والبكاء.. والشكر لله .. سيدَ الموقف في تلك اللحظات .. لأن الله نجّاهم بفضله وكرمه.. ثم بسبب بركات (حجاب عمّتي)!..فإصرارها على الحجاب أنقذ –بفضل الله- ثم بها حياتَها وحياةَ أسرتها.. إنها صورةٌ حية لفخرِ فتاةٍ مسلمة بحجابها . ❝